سميرة سعيد.... راضية عن نفسي .. ونصيحة العندليب لا تفارقني

حوار: أحمد الدسوقي - سميرة سعيد .. اسم لا يحتاج الى مقدمة .. تاريخ فني ومشوار غنائي يقارب الثلاثون عاما نجحت خلاله ان تصبح حالة فنية متميزة تمتعت خلاله بذكاء غنائي فريد جعلها احد الاصوات المتجددة باستمرار، تستمع اليه فتطرب مسامعك وتغازل فكرك ووجدانك نجحت في ان تسبح عبر عشرات الالبومات في بحور النغم العربي الاصيل.
عندما تجلس معها او تحاورها تحس انك تستمع الي ذاكرة غنائية عامرة بالاحداث المثيرة.
سميرة سعيد .. تتحدث مثلما تغني تماما .. مزيج من الكبرياء المغربي والشموخ المصري، تمتلك ثقة بالنفس لا حدود لها واحساس بالاخر ورومانسية حالمة ودلال انثوي رائع.
مصراوي زارها في عالمها الخاص وفيلتها الرائعة في منطقة ميراج سيتي بالقطامية والتي تتميز بسحر خاص حيث صممتها سميرة على طريقتها الخاصة، وكان لنا معها هذا الحوار.
ما هي حكاية عملك الفني الجديد الذي تحضرين له حاليا والدويتو مع فريق الفناير المغربي؟
لقد عشت سنوات طويلة في مصر، وأعدها بلدي الثاني وهذا لا ينزع مني هويتي المغربية لأنني أعتبر نفسي سفيرة لبلدي في القاهرة، وسعيدة جدا بأن مطربة مغربية حققت كل هذه الشهرة والانتشار لنفسها ولبلدها وأنا لم أغن بلهجتى المغربية منذ قدومى مصر عندما كان عمرى 18 سنة وقد حاولت ان اغني اغنية مغربية اهديها الى جمهوري في بلدي الذي اعشقه وتحينت الفرصة حتى حصلت على اغنية رائعة مع فريق مغربي واعد هو فريق "الفناير" يهتم بتقديم اغنيات من التراث المغربي الاصيل وخلال الشهر الجاري سوف ننتهي من تسجيل الاغنية التي ستكون مفاجأة بكل المقاييس.
وكيف جاءت فكرة الدويتو؟
جاءت الفكرة عندما كنت في المغرب الصيف الماضي اثناء تقديمي حفل هناك حيث جاءني هذا الفريق وعرض على فكرة اغنية عن الايجابية في الحياة، وسوف اغني الاغنية باللهجة المغربية بينما سيغنون باللغة الانجليزية.
ما سر اللوك الذي تظهرين به؟
انا من النوع المحب للتجديد ولا أحب أن يشعر الجمهور بالملل مني ولذلك احرص على التنويع والتغيير في اللوك الذي يراني به دون تجاوز أو مبالغة، وقد قمت مؤخرا بقص شعري حتى يكون شكلى متماشيا مع طبيعة الأغنية الجديد ووجدته لوك مختلف عما ظهرت به من قبل في اغنياتي وكليباتي السابقة.
لماذا قررتي الانتاج لنفسك رغم تلقيك عروض انتاجية مغرية؟
نعم جاءتني عروض من شركات انتاج كبرى بعد انتهاء عقدي مع شركة عالم الفن الا انها لم تعجبني فقررت الانتاج الخاص رغم الصعوبات الجمة التي تواجه عملية الانتاج في الوقت الراهن بسبب انتشار القرصنة ومافيا التزوير عبر الانترنت لذا لم تعد شركات الانتاج قادرة على تلبية احتياجات الفنان، ويجب ان يكون هناك قانون يجعل التحميل عبر الانترنت مدفوع الاجر لان صناعة الموسيقى لا يمكنها ان تستمر بدون ان يكون هناك دخل وعائد مادي وفي المقابل يجد الجمهور الاغاني تأتيه بدون مقابل لذا يقوم بشراء الالبوم او السي دي مما يهدد صناعة الموسيقى بالانهيار.
وماذا عن البومك الجديد؟
استقريت على ثلاث اغنيات منه وانا في طور الاستماع لاغنيات اخرى وعندما تعجبني احداها اقوم بتسجيلها وانا اراهن على ان البومي الجديد سيكون مختلفا وهو تحدي جديد في حياتي لانها المرة الاولي التي اخوض فيها عملية الانتاج واتمنى ان انجح في هذا الاختبار الصعب فعملية الانتاج ليست سهلة على الاطلاق بل هي عملية معقدة، واعترف انني تلقيت عرضين من شركة ميلودي وروتانا الا انني رفضتهما لانهما لم يرضيا غروري ووضعا شروطا لم اقبلها رغم احترامي الشديد لتلك الشركتين، والاختلاف في الاتفاق لا يفسد للود قضية، ولو جاءني عرض يليق باسمي وتاريخي فسأوافق على الفور.
ماذا عن فكرة الدويتو الذي سيجمعك بالفنانة شيرين عبد الوهاب؟
شيرين من اجمل الاصوات في الساحة الغنائية واعشق صوتها جدا، والفكرة لا تزال قائمة وقد تناقشنا فيها سويا، وشيرين تركت لي مهمة اختيار العمل بما يتناسب معنا لذا لا ازال في طور التجهيز له لانني ارغب في ان نقدم موضوعا وفكرة مختلفة تضيف الينا وعندما اجدها سوف نبدأ في تنفيذها فورا.
البعض يتهمك بانك تحملين اتجاها حادا معاديا للرجل؟
لا اهاجم الرجل لكنني اكرس فكرة المرأة القوية القادرة على المواجهة والتحدي وحتى مواجهة نفسها، لا المرأة الضعيفة المستسلمة التي تدافع وتسامح الطرف الاخر طوال الوقت مهما ارتكب من اخطاء وخطايا، لذا أؤمن بأن العلاقة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون متوازنة لا يطغى فيها طرف على الاخر ولا يتسيد طرف بحجة ان على المرأة واجب أن تسامح وتغفر حتى الغدر والخيانة، لذا المرأة في اغنياتي ليست عدائية ضد الرجل بقدر كونها معتزة بنفسها ومحافظة على كبريائها تحت أقصى الظروف.
هل انتي من النوع "الموسوس" في شغله؟
جدا، ولا مانع لدي من ان تستغرق أغنية واحدة شهورا واعمل بتمهل ومزاج واغنية مثل "حب ميئوس منه" استغرق تصويرها ثلاثة أيام بينما تجاوزت فترة التحضير والاستقرار على الفكرة شهورا، المهم ان يخرج العمل في النهاية بالشكل الذي يشعرني بالرضا.
ما السبب وراء قلة ظهورك في الحفلات اللايف؟
ليس بمزاجي، ولكني لا اظهر لايف الا بشروط، فعندما اتابع مدى التطور الذي يحدث من حولنا والطفرة الكبيرة الموجودة في العالم سواء في الموسيقى او الحفلات اشعر بأنه لا يصح ان اذهب الى جمهور ينتظرني ثم أجد امكانات الصوت في مكان الحفل رديئة او افاجأ بضجيج وهيصة، وما اطلبه هو ان تتوافر في حفلات اللايف كل الامكانات بالشكل الذي يريح الفنان ويتيح له جو نفسي يستطيع من خلاله ان يبدع ويتعايش مع جمهوره.
ما رأيك في المقارنة التي قد يعقدها البعض بين عمرو دياب وتامر حسني؟
ارفضها طبعا، ولا يمكن ان تقرن بين نجم له تاريخ طويل ومشوار غنائي يزيد عن 25 عاما مع نجم موهوب عمره الغنائي خمس سنوات، بالتأكيد المقارنة ظالمة ولا تحكم على الجيل الجديد الان بل يجب الحكم بعد 10 سنوات من العمل، فالعبرة هي بالاستمرار في النجاح لفترة طويلة بأعمال كثيرة وليس النجاح عبر تقديم عمل او عملين ناجحين.
وما السر وراء احتفاظ سميرة سعيد بجمالها ورونقها؟
تجيب مبتسمة: جمال الانسان ينبع من داخله، وانا انأى بنفسي عن الغيرة والحقد والحسد، وحياتي متوازنة كما امارس الرياضة بانتظام.
سميرة سعيد الام كيف تعيش مع ابنها شادي؟
شادي يشعرني تماما بأنه رجل صغير، واجمل ما فيه انه غير متعب على الاطلاق، فهو لطيف جدا واهتماماته كلها كروية، ويعشق كثيرا فريق الارسنال الانجليزي ويحرص على مشاهدة مبارياته اولا بأول.
هل انتي راضية عن مشوارك الغنائي؟
بالطبع أنا راضية، فأنا لم أغن يوما إلا ما أشعر به، وهذه هي النصيحة التي قدمها لي العندليب الأسمر عندما كنت طفلة صغيرة، وكان هو يغني في المغرب واستمع إليّ فأعجب بصوتي ونصحني بألا أغني إلا ما اشعر به ويضيف الى رصيدي الفني، كما نصحني أيضا بألا استهلك صوتي في
مرحلة الطفولة وحتى الآن ما زلت اتبع نصائحه.
وماذا عن السينما؟
لقد كان لي تجربة واحدة في التمثيل في بداية حياتي، ولكنني لا أفكر في تكرارها مرة أخرى لأنني أعشق الغناء وأرى أن التمثيل لن يضيف الى رصيدي الفني لذا اكتفي بالغناء.

انت من اكثر النجمات تواصلا مع جمهورها؟
الحمد لله، واعترف ان جمهوري هو الاكسجين الذي اتنفسه ولا اشعر بطعم النجاح الا معه فهو الذي يشجعني كي أقدم افضل ما عندي كي ارضيه واكون عند حسن ظنه بي، لذا اتواصل معه سواء عبر الحفلات اللايف او عبر موقعي عبر الانترنت وجروباتي عبر الفيس بوك، ووالفانز الخاص بي احبه جدا واشعر بحجم محبتهم لي، لذا احرص علي دعوتهم باستمرار لزيارتي واخذ ارائهم في اعمالي الفنية والغنائية واعتقد ان محبة جمهوري لي نعمة لا تقدر بثمن واتمنى ان تدوم ان شاء الله.
كلمة توجهينها لجمهورك عبر موقع مصراوي؟
بداية انا من أشد المعجبات بموقع مصراوي، والذي اعتبره نافذة اتابع من خلالها كل ما يحدث في مصر ومختلف دول العالم، وهو اسم على مسمى وبه جهد مشكور وخدمات عديدة وجمهوره راقي وواعي ومحب للفن.
واتمني للموقع النجاح والتوفيق واتمنى للجمهور العزيز ان اكون عند حسن ظنه بي، واقول له ان ارائك تهمني بشدة لانك المرآة التي انظر الى نفسي من خلالها.