عنوان الفتوى
وساوس تهدد الإيمان
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
دائما تخطر في بالي بعض الأفكار والتساؤلات فلا أجد لها إجابة، وتلك الأفكار تؤدي إلى سوء ظن بالله وإحساس بالظلم وتحقير نفسي مما يبعدني عن الله، ولكن أرجع وألوم نفسي وأتوب وأنوي أن لا أفكر في هذه الأشياء لأني متيقنة أنها جهل و تخلف مني وأنها من الشيطان، ولكن بعد يوم أو يومين تعود وترجع لي تلك الأفكار السيئة، ثم أرجع وأتوب ثم ترجع لي مرة أخرى،
أنا تعبت، أمنية حياتي أن أصل إلى مكانه عالية عند الله، لكن تلك الأفكار السخيفة لا تتركني وحالي،
وأنا لا أعرف ماذا أفعل، فهل إذا توجهت بالدعاء وتركت الأمر لربي كي يهديني يجوز أم هذا يعتبر تواكلا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )، مع العلم أني حاولت أن لا أفكر في هذه الأشياء لكن سرعان ما تعود لي.
أرجو المساعدة فأنا والله تعبت كثيرا.
جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم إن شاء الله وتكونوا من أهل الفردوس.
الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا من وساوس الشيطان، فحاولي أن تصرفي ما يأتيك، ولا تخافي من هذه الوساوس أبدا، لأنها وساوس الشيطان يحاول بها التأثير على المؤمنين المحبين لله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولولا حبك لله ورسوله لما طاف الشيطان حولك، فثقي بالله واثبتي ولا تخافي من هذه الوساوس، فقد ثبت أن صحابيا جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له يارسول الله إني لأجد في نفسي أمورا لو ألقيت من جبل كان أهون علي منها، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: أوجدت ذلك؟ قال : نعم، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ذلك خالص الإيمان، ولذلك أقول لك هذا علامة الإيمان.
وإنني أدعو الله تعالى أن يصرفها عنك.
والله تعالى أعلم.